بـِسـْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِـيمِ
وَصَلـَّى اللهُ على مولانا مُحَمَّـدٍ وعلى آلِهِ وَصَحْبـِهِ وَسَلـَّمَ
اللهُمَّ أنتَ اللهُ الملِكُ الحقُّ المبينُ القديمُ المتعززُ بالعَظـَمَةِ والكبرياءِ المُتفرِدُ بالبقاءِ الحيُّ القيومُ القادرُ المُقـْتـَدِرُ الجبارُ القهارُ الذي لا إله إلا أنتَ ، (صمدية 3) أنت ربي وأنا عبدك عـَمِلتُ سوءًا وظلمتُ نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي كلَّها فإنه لا يغفرُ الذنوب إلا أنت ، يا غفورُ يا شكورُ يا حليمُ يا كريمُ يا صبورُ يا رحيمُ . اللهم إني أحمدُكَ وأنتَ المحمودُ وأنتَ للحمدِ أهلٌ وأشكرُكَ وأنت المشكورَ وأنت للشكر أهلٌ على ما خَصَّصْـتني بهِ من مواهِبِ الرَّغائِبِ وأوصلتَ إليَّ من فضائِلِ الصَّـنائِعِ وأوليتني بـِهِ من إحسانِكَ وبَوَأتـَنِي به من مَظـَنةِ الصدقِ عِنـْدَكَ وأنلتني به من مِنـَنـِكَ الواصِلةِ إليَّ وأحسنت به إلي كل وقت من دفـْعِ البليةِ عني والتوفيقِ لي والإجـابةِ لِدُعائـي حين أناديكَ داعياً وأناجيكَ راغباً متضرِعاً صافياً ضارعاً وحين أرجوك راجياً فأجِدُكَ كافياً وألوذُ بـِكَ في المواطِنِ كـُلـِّها ، فكُن لي ولأهلي ولإخواني كُلِهـِم جاراً حاضراً حَـفِـيًّا باراً وَلِـيًّا في الأمور كـُلِهَا ناظراً وعلى الأعداءِ كـُلـِّهـِم ناصراً وللخطايا والذنوبِ كلها غافراً وللعيوبِ كلها ساتِراً ،لم أعدم عَوْنـَكَ وبـِرَّكَ وخيركَ وعِزَّكَ وإحسانـَكَ طرفة عَـيْنٍ منذ أنزلتني دار الاختبار والفِكرِ والاعتبار لتنظـُرَ ما أقـَدِمُ لدارِ الخلودِ والقرارِ والمُقـَامَةِ مع الأخيارِ فأنا عَبْـدُكَ فاجعلني (يا رَبِّ 3) عَتيقـَكَ ، يا إلهي ومولاي خلصني وأهلي وإخواني كـُلـَّـهـُمْ من النارِ ومن جميع المَـضَّارِ والمَـضـَالِ والمصائِبِ والمَعَائِبِ والنوائِبِ واللوازِمِ والهمومِ التي قد سَاورتني فيها الغـُمومُ بمَعَاريض أصنافِ البلاء وضـُروبِ جَهـْدِ القضاءِ . إلهي لا أذكر منك الا الجميلَ ولم أرَ منك الا التفضيلَ خيرُكَ لي شاملٌ وصُـنـْعُكَ لي كاملٌ ولُطفـُكَ لي كافِلٌ وبـِرُكَ لي غـَامِرٌ وفضلك عليّ دائمٌ مُتـَواتِرٌ ونعمكَ عندي مُتـَّصِلـَة ،لم تـُخفِر لي جـِواري وأمَّـنْتَ خوفي وصَدَّقتَ رجائي وحقـَّقت آمالي وصاحبتني في أسفاري وأكرمتني في أَحْضَارِي وعَافيتَ أمراضي وَشـَفيتَ أوصابي وأحسنت مُنقـَلـَبي ومثواي ولم تـُشـْمِتْ بي أعدائي وحُسَّادي وَرَمَيتَ من رَمَاني بسوءٍ وكفيتني شَرَّ من عاداني ، فأنا أسألـُكَ يا اللهُ الآن أن تـَدْفـَعَ عني كـَيْـدَ الحَاسِدينَ وَظـُلـْمَ الظالمين وشـَرَّ المُعَاندين ، واحمني وأهلي وإخواني كُـلَّـهُم تحتَ سُرَادِقـَاتِ عِزِّكَ يا أكرم الأكرمين وباعِد بيني وبين أعدائي كما بَاعَدت بين المَشـْرِق والمَغرِبْ ، واخطف أبصَارَهُم عني بـِنورِ قـُدْسِكَ واضرب رقابهم بجلال مَجْدِكَ واقطع أعناقـَهُم بـِسَطـَواتِ قـَهْرِكَ وأهْـلِكهـُمْ وَدَمِرْهُمْ تدميراً ، كما دَفـَعْتَ كَيْدَ الحُسـَّادِ عن أنبيائِكَ ، وضَرَبْتَ رِقـَابَ الجبابرة لأصْـفِيائِكَ ، وَخَطـَفـْتَ أبصارَ الأعداءِ عن أوليائِكَ ، وقـَطعْتَ أعناقَ الأكاسِرَةِ لأتقيائِـكَ ، وأهلكت الفـَراعِنـَة ودَمَّرْتَ الدَّجَاجـِلـَةَ لِخَواصِّكَ المُـقـَرَّبين وعبادِكَ الصالحينَ . (يا غـَياثَ المُستـَغيثينَ أَغِثـْني، ثلاثا) على جميعِ أعْدائِكَ فحمدي لك يا إلهي وَاصِبٌ وثنائي عليك متواتِرٌ دَائِـباً دَائِماً من الدَّهْرِ إلى الدَّهْرِ بألوانِ التـَّسبيحِ والتـَّقديسِ وَصُنوفِ اللُّغاتِ المَادِحَةِ وأصناف التـَنـْزيهِ خالصاً لِذِكـْرِكَ ومَرْضِيـًّا لك بناصِعِ التـَّحْميدِ والتـَّمْجيدِ وخالِصِ التـَّوحيدِ وإخلاصِ التـَّقـَرُبِ والتقريب والتـَّـفريدِ وإمْحـَاضِ التـَّمجيدِ بـِطولِ التـَّعَبُدِ والتـَّعْديدِ .لم تـُعْنَّ في قـُدْرَتِكَ ، وَلـَمْ تـُشـَارَكْ في أُلوهِـيَّتِـكَ ، ولم تـُعْلـَم لك ماهيَّةٌ فتكونَ للأشياءِ المختلِفـَةِ مُجَانِساً ، ولم تـُعَايَنْ إذ حُبـِسَت الأشياءُ على العزائِمِ المختلفةِ ، ولا خَرَقـَتْ الأوهَامُ حُجُبَ الغـُيُوبِ إليكَ ، فأعتقِدُ مِنكَ مَحدوداً في مَجْدِ عَظـَمَتِكَ لا يبلُـغـُكَ بـُعْدُ الهـِمَمِ ولا ينالـُكَ غـَوْصُ الفِطـَنِ ولا ينتهي إليكَ بَصَرُ ناظِرٍ في مَجـْدِ جَبـَروتِكَ .ارتـَفـَعـَتْ عن صفاتِ المخلوقين صفاتِ قـُدْرَتِكَ ، وعلا عن ذكر الذاكرين كِبرياءُ عَظـَمَتـِكَ ، فلا يَـنـْتـَقِصُ ما أرَدْتَ أن يزدادَ ، ولا يزدادُ ما أرَدْتَ أن يَنـْتـَقِصَ . لا أَحَدَ شـَهـِدَكَ حين فـَطـَرْتَ الخـَلقَ ولا نِدَّ ولا ضِدَّ حَضَـرَكَ حين بَرَأتَ النـُفوسَ ،كـَلـَّتْ الألسُنُ عن تفسير صِفـَتِكَ ، وانحسرت العُقولُ عن كُـنـْهِ مَعرِفـَتِـكَ وصِفـَتِكَ ، وكيف يُوصَفُ كـُنـْهُ صِـفـَتِـكَ يا رَبِّ وأنت اللهُ الملِـكُ الجَبـَّارُ القـُدُّوسُ الأزلِيّ الذي لم يَزَلْ ولا يَزالُ أزَلِـيًّا باقِيـاً أبَدِيًّا سَرْمَـدِيًّا دائماً في الغـُيوبِ ( وَحْدَكَ لا شريكَ لكَ ، ثلاثاً ) ليس فيها أحَدٌ غيرُكَ ولم يَكـُن إلهٌ سِوَاكَ حَارَتْ في بـِحَارِ بَهـَاءِ مَلـَكوتِكَ عَـمِيقـَاتُ مَذاهِبِ التـَّفـَكـُرِ وتواضـَعَت المـُلوكُ لِهـَيْـبَـتِكَ وَعَنـَتْ الوُجوهُ بـِذِلـَّة الإِسْـتِكـانـَةِ لِعِزَّتِـكَ وانقاد كـُلُّ شيء لِـعَـظـَمَتـِكَ واستسلم كـُلُّ شيء لِـقـُدْرَتِكَ وَخَـضـَعـتْ لك الرِقابُ وَكـَلَّ دون ذلك تـَحْبيرُ اللُّغاتِ وضَّل هُنالِكَ التـَّدبيرُ في صِفاتٍ وفي تـَصَاريفِ الصِّفـَاتِ فمن تفكَّر في إنشائِكَ البديعِ وثنائِكَ الرفيعِ وتـَعَمَّقَ في ذلك رَجَعَ طـَرْفـُهُ إليهِ خـَاسِئا حَسِـيرا وعَـقـْـلـُهُ مَبهوتاً وتـَفـَكُّرُهُ مُـتـَحِيرًّا أسيراً. اللهم لك الحمدُ حمداً كثيراً دائماً مُتوالِياً متواتِراً مُتـَضاعِفاً مُتـَّسِعاً مُتـَّسِـقاً يدُوم ويتضاعَفُ ولا يَبيدُ غير مفقودٍ في المَـلـَكوتِ ولا مَطْمُوسٍ في المَعـَالِمِ ولا مُنـْتـَقـَصٍ في العِرفـَانِ فلك الحَمْدُ على مَكـَارِمِكَ التي لا تـُحْصى وَنِعـَمِكَ التي لا تـُسـْـتـَقـْصَى في الليلِ إذا أدْبـَرَ والصـُّبْحِ إذا أسْـفـَرَ وفي البَرِّ والبـِحـَارِ والغـُدُوِّ والآصالِ والعـَشِي والإبْـكـَارِ والظَّهيرَةِ والأسْحارِ وفي كلِّ جُزءٍ من أجزاءِ الليلِ والنهارِ. اللهُمَّ لكَ الحَمْدُ بتـَوفيقِكَ قد أحْضَرْتـَنِي النـَّجاةَ وجعلتني مِنـْكَ في ولايَةِ العِصْمـَةِ فلم أَبـْرَحَ في سُبُـوغِ نـَعْمَائِكَ وتـَتـَابُعِ آلائِكَ محروُساً بك في الرَّدِ والإمتِناعِ ومحفوظاً بك في المَنـَعـَةِ والدِّفاعِ عني. اللهم إني أحمَدُكَ إذ لم تـُكـَلـِّـفـَنـِي فوق طاقتي ولم تـَرْضَ مني الا طاعتي وَرَضِيتَ مني من طاعَتِكَ وعبادَتِكَ دون إستطاعَتِي وأقـَلَّ من وُسْعِـي ومَقـْدِرَتي فإنك أنتَ اللهُ الملكُ الحَقُّ الذي لا إله الا أنت لم تـَغِبْ ولا تغيبُ عنكَ غائِبَةٌ ولا تـَخـْفـَى عليك خَافِيـَةٌ ولن تـَضـِلَّ عنك في ظـُلـَمِ الخـَفِـياتِ ضـَالَّةٌ إنما أمْرُكَ إذا أرَدْتَ شيئاً أن تقولَ لـَهُ كـُنْ فـَيكونُ (صمدية 3) . اللهم لكَ الحمدُ حمداً كثيراً دائماً مِـثل ما حَمَـدْتَ بـِهِ نـَفـْسَكَ وأضـْعافَ ما حَمَـدَكَ بـِهِ الحامدون وَسـَبـَّحـَكَ بـِهِ المـُسـَبـِحون ومَجَّدَكَ بـِهِ المُمَجـِدون وكـَبَّرَكَ به المُـكـَبِّرون وهَلَّـلـَكَ بـِهِ المُهَلـِّلون وقـَدَّسـَكَ بـِهِ المُـقـَدِّسون ووحَّدَكَ به المُوَحِّدون وَعَظـَّمـَكَ بـِهِ المُعـَظـِّمون واستغفرك به المُسـْـتـَغـفِرون حتى يكون لك مني وحدي في كـُلِّ طـَرْفـَةِ عَـيْنٍ وأقـَلَّ من ذلك مِـثـْلُ حَمـْدِ جميع الحامدين وتوحيد أصنافِ المُوَحِدين والمُخـلِصين وتقديسِ أجْنـَاسِ العَارفين وثـَنـاءِ جميع المـُهـَلِـلين والمُصـَلين والمُـسَبحين وَمِـثـْلُ ما أنتَ بـِهِ عَالِمٌ وأنت محمودٌ ومَحْبوبٌ ومَحْـجوبٌ من جميعِ خـَلـْقـِكَ كـُلـِّهـِمْ من الحيوانات والبـَرايَا والأنـَامِ. إلهي أسألك بـِمَـسَائِـلِـكَ وأرغـَبُ إليك بك في بركاتِ ما أنطـَقـْـتـَـنـِي بـِهِ من حَمـْدِكَ وَوَفـَّقـْتـَني لـَهُ من شـُكرِكَ وتمجيدي لك فما أيْـسَرَ ما كـَلــَّـفـْـتـَـنِـي بـِهِ من حَـقـِّكَ وأعظم ما وعدتني به من نـَعْمَائـِكَ ومزيدِ الخيرِ على شـُكـْرِكَ إبتدأتـَني بالنـِعـَمِ فـَضْلاً وطـَوْلاً وأمرتني بالشـُكـْرِ حقـاً وعدلاً ووعدتني عليه أضْعـَافاً ومزيداً وأعطيتني من رزقِكَ واسعاً كثيراً إختياراً ورضاً وسألتني عنهُ شكراً يسيراً، لك الحمد اللهم عَـلـَيّ إذ نـَجـَيْـتـَنـِي وعافيتني برَحْمَـتِكَ من جَهـْدِ البَلاءِ ودَرْكِ الشـَّقـاءِ ولم تـُسـْلـِمـْني لِسـُوءِ قـَضـَائِكَ وبلائِكَ وجعلتَ مَلـْبـَسـِيَ العافيةَ وأوْلـَيـْـتـَنـِني البـَسْطـَةَ والرَّخاءَ وشـَرَعْتَ لي أيسَرَ القـَصـْد وضـَاعَفـْتَ لي أشـْرَفَ الفـَضـْلِ مع ما عَـبَّدْتــَنِي بـِهِ من المَـحَجـَّةِ الشريفةِ وبَـشـَّرْتـَنـِي به من الدَّرَجَةِ العاليةِ الرَّفِـيعةِ وإصْطـَفـَيـْـتـَـنـِي بأعْظـَمِ النبيين دعوةً وأفضلِهـِم شـَفاعَةً وأرفـَعَهـِم دَرَجَةً وأقربـِهـِم مَنزِلـَة وأوضـَحِهـِمْ حُـجَّة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى جميع الأنبياءِ والمرسلينَ وأصحابـِهِ الطيبينَ الطاهرينَ (صمدية 3) .

يتبع>>>